تلاقى معلّمات ومعلّمو مدرسة ﭬـال ﭘـار جاك لراهبات الصليب في جلّ الديب مع المرشد الخوري فريد صعب في صرح المدرسة، يوم الثلاثاء في 26 آذار 2019.
على مدى ساعاتٍ، وقيمةُ الزمنِ بثمره والإفادة منهُ، في ضجيج الهموم وثقلها، تحلّقنا حول مائدة "الكلمة"، وكأنّنا في ليلةِ "العشاءِ الأخير"، في أسبوع "الابن الشَّاطر" وعلى بُعد أسبوعَين من "قيامةِ لعازار"، نُعاتِبُ "الآب" الحنون: "لو كنتَ هنا لــَما مات أخي"، ونُقارِعُه: "أينَ أنتَ يا يسوع من كلِّ ويلاتِنا؟ ولـِمَ تسمح بها؟"... لِيَضُجَّ في أعماقنا، عقلاً وقلبًا، مشهدُ قيامة لعازار... والمسيحُ في صمتهِ، يُذيبُ حُبَّه لصديقهِ ويقيمُهُ، والأخواتُ في عتابٍ... والمطلوب واحد.
وكانت شهاداتٌ من جَمعِ المربّينَ والمربِّيات المشاركين، من مختَلَفِ الحلقات والصفوف، أدمَعَت عيوننا لصِدقها وواقعيّتها، لأنّها أجمعت على تساؤلٍ: أينَ أنا من هذا "الكلّ في الكلّ"؟ وهو الثقة والصّبر والمحبّة؛ هل أريده على مقاييسي؟ وهل الرَّبُّ هو الأولويّة في حياتي؟ ألا أُجهِضُ المسيحَ عن ذاتي أحيانًا كثيرة؟".
وَبَلسمُ هذي الجراح كان أن "نزرعَ الربَّ في ذواتنا ووجوهنا وأعمالنا، فنحن مربّون، والمربّي يحمل وجه "المعلّم الأوّل"، وجه المسيح، والصلاةُ وحدها تصنع المعجزات بثقة - (الإيمان) - والصبر - (الرجاء) – والمحبّة (نقطة الانطلاق والوصول)، إنّها وقود محرّكات حياتنا. بها نحقّق الفرح والسلام في نفوسنا وبيوتنا، وبها نزرع المسيح في عائلاتنا.
تَلا هذا التأمّل والمشاركة، ساعة سجود خاشعة أمام القربان، تخلَّلها صلوات تمحورت حول كَينونَةِ الآبِ فينا، واعترافات، وتأمّلات وتوبة، شارك الجميع فيها حتّى نهايتها.
حقًّا إنَّ الصومَ هو زمنُ العودة والتوبةِ والرّجوع إلى مَن هو "الكلُّ في الكلّ". وشُكرنا وتقديرنا لـِمن صوَّب بوصَلتنا الروحيّة مرَّة بعد، أخواتنا والمرشد وقلوبُ بعضنا.
(نصّ جورج عقيقي، أستاذ في اللغة العربيّة).